كشفت الدكتورة منة بدوي، استشاري الصحة النفسية، أن التحرش لا يقتصر على الأذى الجسدي فقط، بل يتخذ أشكالًا متعددة تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد.
وأوضحت بدوي أن هذه الأشكال تشمل التحرش الإلكتروني، الذي يتم من خلال إرسال صور غير لائقة، رسائل نصية مزعجة، أو استخدام الملصقات (ستيكرز) بطريقة مسيئة، إلى جانب التحرش اللفظي باستخدام ألفاظ مهينة. وأضافت أن التحرش الجسدي عبر التلامس غير المرغوب فيه هو من أخطر أشكال التحرش.
وأشارت بدوي إلى أن جميع أنواع التحرش تترك آثارًا نفسية عميقة على الضحايا، سواء كانوا أطفالًا أو مراهقين أو بالغين. وتتمثل هذه الآثار في شعور الضحايا بالعجز وفقدان الكرامة، مما قد يؤدي إلى تداعيات نفسية تستمر لفترات طويلة وتؤثر على حياتهم اليومية.
وأضافت بدوي أن التحرش الذي يتعرض له الأطفال يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة تظهر في مراحل البلوغ، وأخطرها اضطراب الهوية الجنسية. وحذرت من أن تجاهل علاج مثل هذه الاعتداءات قد يؤدي إلى مشكلات جنسية معقدة، مثل الرغبة في تغيير الهوية الجنسية أو الميل إلى سلوكيات جنسية غير سوية.
واختتمت بدوي تصريحاتها بالتأكيد على ضرورة التدخل العلاجي المبكر لضحايا التحرش، حتى لا تتفاقم الندوب النفسية وتتحول إلى مشاكل أكثر تعقيدًا في المستقبل، مشددة على أن معالجة هذه القضايا منذ البداية يمكن أن تحد من آثارها النفسية المدمرة.